نبدأ، معظمنا يأكل، لكن هل نأكل حقًا، بالطريقة الصحيحة؟ الغذاء، والصحة. كلمتان بسيطتان، لكن عمقهما؟ لا حدود له. كل قضمة، كل وجبة، تغير شيئًا فينا. بعض التغييرات صغيرة. أخرى، كبيرة جدًا. نعم، هذا ما يحدث. الطعام ليس فقط لملء البطن. أبدًا.
أساس الطبق: البساطة أولاً
ماذا نضع على صحوننا؟ هذا هو السؤال. الخبراء يتفقون (غالبًا). خضراوات وفواكه. كميات كبيرة. مليئة باللون، نعم، ومليئة بالخير. تلك الألياف. تلك الفيتامينات. والمعادن أيضًا. كلها تعمل معًا. مثل فريق صغير داخل جسمك. (فكر في الجزر البرتقالي، كيف يلمع تحت الضوء). وهناك الحبوب الكاملة. الأرز البني، الشوفان. ليست فقط "ألياف". هي طاقة مستمرة. لا صعود وهبوط سريع للسكر. هذا مهم حقًا. الخبز الأسمر الحقيقي، وليس الملون صناعياً. والبروتين النظيف. لحوم قليلة الدهن، سمك (السلمون مثلًا، لونه وردي جميل)، بيض. البقوليات أيضًا. عدس، فاصوليا. تلك هي اللبنات الأساسية. لتصليح وبناء الجسم. تشعر بالقوة، تعرف ما أقصده؟ الدهون الصحية؟ زيت الزيتون البكر الممتاز، الأفوكادو. هذه ليست "دهون تسبب زيادة الوزن" (هذا فكر قديم جدًا). هذه دهون يحتاجها الدماغ. ويحتاجها القلب. هي تغلف الأعصاب، تحميها. إنها دهون جيدة، حقًا.
ما بعد المضغ: الأمعاء، الدماغ الثاني
الأكل يدخل الفم. ثم ماذا؟ عملية معقدة، بسيطة في آن واحد. الهضم. امتصاص المواد. وهنا، الأمعاء هي البطل الحقيقي. تلك البكتيريا الصغيرة. الملايين منها، بل التريليونات. تعيش هناك. "الميكروبيوم" يسمونها. هي تحدد الكثير. تؤثر على المزاج. أنت غاضب؟ ربما أمعاؤك كذلك. تؤثر على المناعة. هي خط دفاعك الأول. وحتى الوزن. طعامك يغذيها. كلما كان الطعام نظيفًا، كلما كانت تلك البكتيريا، سعيدة. وتعمل بانسجام. بروبيوتيك (بكتيريا حية)، بريبيوتيك (غذاء للبكتيريا). مصطلحات نسمعها. لكن ببساطة؟ كُلْ أطعمة مخمرة. زبادي طبيعي، مخلل الملفوف (كرنب مخلل) أو حتى الخبز المخمر. وأيضًا كُلْ أليافًا كثيرة. تلك الألياف (من الفواكه والخضراوات) تغذي البكتيريا الجيدة. إنها دائرة مترابطة. وإذا كانت أمعاؤك غير سعيدة، (قد تشعر بالانتفاخ، أو عدم الراحة). فقد تشعر أنت، بنفس الشيء. لا شعور جيد أبدًا. اسمع لجسدك. هو يتكلم.
العقل والأكل: علاقة لا تنفصم
هل فكرت يومًا، كيف يؤثر ما تأكله، على طريقة تفكيرك؟ على مشاعرك؟ البعض لا يفكر. لكن العلماء يرون الروابط. الطعام المصنع. السكر المكرر. يعطي دفعة سريعة. ثم يأتي الهبوط. شعور سيء، قد يصل إلى القلق. لكن الفيتامينات B، الأحماض الدهنية أوميغا 3؟ تلك تدعم الدماغ. تجعله يعمل بشكل أفضل. المزاج يتحسن. التركيز يزيد. (أنا شخصيًا لاحظت هذا كثيرًا). هناك مادة اسمها السيروتونين. هرمون السعادة. معظمها يصنع في الأمعاء. نعم، الأمعاء. لذا، عندما تهتم بأمعائك، أنت تهتم بعقلك. لا يمكن فصلهما. الضغط النفسي؟ قد يجعلنا نأكل أسوأ. وهذا يجعل الضغط أسوأ. دائرة مفرغة، للأسف. لكن كسرها ممكن. الأكل الواعي، البطيء. تذوق الطعام. يساعد على الهدوء.
تحديات اليوم: الطعام السريع والوقت الضيق
العالم سريع. نحن سريعون. الوقت ضيق، دائمًا. (صوت رسالة نصية تشتت الانتباه). والطعام؟ يجب أن يكون سريعًا أيضًا. هذا هو الفخ الكبير. الوجبات الجاهزة. الخارجة من أكياس بلاستيكية. المشروبات السكرية التي تلمع. هي مريحة، صحيح. توفير الوقت؟ نعم، للوهلة الأولى. لكن الثمن؟ صحتنا، ببطء شديد. كل تلك المواد الحافظة. تلك الألوان الصناعية التي لا توجد في الطبيعة. والسكر الخفي الذي يتسلل. إنها تدخل الجسم. تحدث التهابات خفية. تراكم الدهون (خاصة حول البطن، تلك الدهون العنيدة). هذا ليس مجرد "سمنة". هذا مؤشر على مشكلة أكبر بكثير. القلب يتأثر. الشرايين. السكر في الدم يرتفع بشكل جنوني. البعض يقول: "ليس لدي وقت لأطبخ". وأنا أفهم. الضغط كثير. لكن الوقت الذي توفره الآن، قد تدفعه لاحقًا. بفواتير المستشفى المرتفعة. أو بأيام تشعر فيها بالتعب الشديد. أيام لا تستطيع فيها القيام بأي شيء. هذا حقيقي، للأسف الشديد. التكلفة أكبر من المال بكثير.
خطوات بسيطة نحو الأفضل
ليس عليك تغيير كل شيء دفعة واحدة. أبدًا. هذا ليس سباقًا. ابدأ صغيرًا. ربما طبق سلطة طازجة مع غذائك كل يوم. أو استبدال المشروبات الغازية المليئة بالسكر بالماء الصافي. الماء، شيء بسيط، لكنه قوة. اشرب الماء. (ستشعر بالانتعاش فورًا). جرب وصفات جديدة. ابحث عن وصفات سهلة، سريعة. طبخ منزلي. حتى لو كانت وجبة واحدة في اليوم، أو اثنتين في الأسبوع. ستصنع فرقًا كبيرًا. خطط لوجباتك. فكرة بسيطة، ضعها على ورقة صغيرة. هذه الفكرة تنجح دومًا. اجعل التسوق صحيًا. لا تشتري "المغريات" الضارة. تلك التي تهمس لك من الرفوف. إذا لم تكن في بيتك، لن تأكلها. ببساطة. والنوم. نعم، النوم الجيد. مهم جدًا للصحة العامة. ويؤثر بشكل مباشر على خيارات الأكل. النوم الكافي يقلل الرغبة في السكريات والوجبات السريعة. حاول الوصول. إلى سبع أو ثماني ساعات، إن أمكن. إنه إصلاح سحري للجسم.
الصورة الكاملة: أبعد من الطبق
الغذاء هو جزء. ليس كل شيء. الحركة، النشاط البدني. نصف المعادلة. المشي اليومي. تمارين خفيفة. تساعد الجسم على استخدام الطعام. تحرق السعرات. تحسن المزاج. والنفسية. الإجهاد، القلق. يؤثران على الأكل. وعلى الهضم. إدارة الإجهاد، مهمة. التأمل، الهوايات، قضاء الوقت مع الأهل. كلها تدخل في صحتك. ليس فقط ما تأكله. لكن كيف تعيش، عمومًا.
أخيرًا، الغذاء والصحة، ليستا مجرد معلومات. هي نمط حياة. اختيارات يومية. صغيرة، لكنها تتراكم. لتبني جسدًا قويًا. وعقلًا صافيًا. ابدأ اليوم. خطوة واحدة. ثم أخرى. صحتك تستحق.
